للإنارة بشكل عام تأثير كبير على سلوكيات الطيور سواء الذكور أو الإناث وأدائها المناعي وتحقيق رفاهيتها بل وحتى مناعتها .
وبشكل عام يجب أن تلبي إضاءة حظائر الدواجن احتياجات عين الطيور وليس عين البشر.
انتشرت سابقا مقالات كثيرة عن لون الإضاءة وتأثيره على المناعة ذلك لأن عين الطيور تختلف عن عين البشر بشكل كبير.
حيث أن الطيور تتميز بنظام الرؤية الرباعية وللصراحة فإن نظام الإبصار عند الطيور من الأمور المحيرة جدا جدا وقد حاولت التعمق قليلا في هذا الموضوع ونشرت مقالا في بعنوان تقنيات رهيبة في عيون الطيور وقد ذكرت فيه بلمحة عن آلية الإبصار الرباعية لدى الطيور .
للطيور طريقتها الخاصة في تحديد الألوان والأطياف الضوئية وهذه الطريقة تختلف كل الاختلاف عن بقية الحيوانات الأخرى .
تمتلك الطيور ما نسميه الرؤية الرباعية للألوان في حين أن عين الإنسان تمتلك ثلاثة أنواع فقط من المخاريط لتمييز الألوان الأخضر والأزرق والأحمر بتدرجاتها المختلفة .
كما نجد أن بعض الحيوانات كالكلاب والقطط ذات تمييز ضعيف للألوان ولا ترى هذه الألوان الثلاثة .
على العكس تماما مما هو الحال عند الطيور وبعض الزواحف والبرمائيات والأسماك وأيضا النحل والفراشات .
فالطيور تستطيع رؤية ألوان لا يمكن للبشر تمييزها وتمتد لأطياف الأشعة فوق البنفسجية.
يقول العلماء أن الاختلافات في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء لدى الطيور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من أجل تحسين الإضاءة في عنابر الدواجن.
حيث أن الطيور تستطيع رؤية ألوان لا نراها نحن البشر و الرؤية عند الطيور تمتد لأطياف الأشعة فوق البنفسجية.
بالنسبة للدجاج فإن وجوده في حظائر الدواجن الاصطناعية يغيب عنه رؤية هذا الطيف من الأشعة الفوق بنفسجية UV الذي يستطيع رؤيته فيما لو كان يربى خارج هذه الحظائر كما هو الحال بالنسبة لدجاج المنازل.
ولكن لماذا كل هذا الحديث عن رؤية الدجاج والطيور بشكل عام لأطياف الأشعة فوق البنفسجية في الحقيقة هنالك شركة انارة جديدة متخصصة في نظم إنارة حظائر الدواجن قامت بالكثير من التجارب التي خلصت أن الدجاج يفضل البيئات التي تحتوي على إضاءة مكملة بالأشعة فوق البنفسجية.
وأن الطيور في العنابر التي تمت تربية الدجاج فيها باستخدام مكملات للإضاءة فوق البنفسجية قد أظهرت مستويات أقل للإجهاد .
مثل انخفاض تراكيز هرمونات الاجهاد adrenaline ، وايضا انخفاض السلوكيات التي تدل على الإجهاد مثل التوتر ورفرفة الأجنحة.
وأيضا تعززت مناعات الدجاج المربى في حظائر مكملة بالاضاءة فوق البنفسجية.
وإيضا تعزز تخليق فيتامين دال وبالتالي تطور الهيكل العظمي بشكل افضل.
وقد اشرت سابقا لهذه النقطة في منشورات عديدة وفي كتابي رحلة الكتاكيت المذهلة في فقرة لماذا ينقر الدجاج ريشه تحت أشعة الشمس وحديثي عن الغدة الزمكية uropygial gland.
ولا تزال تجاربهم قائمة حول هذا الموضوع لنشهد في الأيام المقبلة والتي لن تكون بعيدة حظائر دواجن مجهزة بمكملات الإضاءة فوق البنفسجية.
حيث تشير المقارنة بين مختلف أنواع الإضاءة المقدمة لحظائر الدواجن إلى الحاجة إلى مزيد من البحث والتطوير لتحسين جودة الإضاءة في حظائر الدواجن.
ولا تزال عيون الطيور تخفي العديد من الأسرار التي لا يعلمها إلا الله ولم نعرف منها إلا القليل لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
هذا المقال من كتاب ” لمحة عن سلوكيات الدجاج للدكتور تميم الشحنه”.
للمزيد من المقالات من قسم الدواجن.
للمزيد من المقالات من الدكتور تميم الشحنه.
كتابة دكتور تميم الشحنه.
مراجعة لغوية من فريق الموقع.